في لقاء عاصف لترامب برئيس جنوب أفريقيا، عقدت الإدارة الأمريكية محاكمة جديدة لرئيس دولة أخرى أمام كاميرات الإعلام.
يمكن أن تعتقد أن السبب هو الموقف السياسي لجنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وترصُّد الإدارة الترامبية الصهيونية الخبيثة لها، ولن يبتعد هذا عن الصحة / لكن في رأيي: ليس هذا السبب الرئيسي لما جرى، فخطاب التنديد بجنوب أفريقيا صاعد من اليمين الأمريكي عامة، وإيلون ماسك خاصة، قبل حرب الطوفان بأشهر على الأقل.
معرفة السبب لها علاقة بقصة الكيان السياسي المسمى جنوب أفريقيا، وتاريخ قيامه، ومراحل تطوره، وهو تاريخ طويل ومعقَّد، وفهمه يحتاج إلى معرفة تاريخية أوروبية، ودينية بروتستانتية، وثقافية أفريقية.
هو باختصار تاريخ يبدأ (عند الغرب) حينما استطونت مجموعة كالفينية هولندية تشبه البيوريتان جنوب القارة، ونظرت إلى نفسها وإلى أرضها وإلى أهل البلاد الأصليين بصورة صهيونية توراتية فيها تماثل مع مستعمرة بلايموث المبكرة في أمريكا: شعب الله المختار، الذي وعده الله بأرض هي جنة عليهم استيطانها. لم يكونوا أهل إبادة جنونية مثلما كان الحال في أمريكا، لكن الهيكل العام للاستيطان البروتستانتي المتديِّن متشابه.
المستعمرة البيضاء توافد عليها أقوام من ألمانيا ودول غرب أوروبا، وجاء الإنجليز وسيطروا عليها، وتوسَّعت مع صدام وقع بين الإنجليز الذين كان نمطهم الصناعي الحديث حينئذٍ يرفض نموذج الرق القديم بارتباطه الزراعي الذي يعطي ميزة للمزارعين على الصناعيين، فشرعوا في حملات إلغاء الرق، ما أوقعهم في صدامات دينية واقتصادية وعرقية مع المستعمرين الأوربيين في جنوب أفريقيا، انتهت بعد زمن طويل بتسوية انتصر فيها الإنجليز حقا، لكن مقابل التنازل عن فكرة المساواة الكاملة للسود بالبيض.
إن كانت الحرب العالمية الثانية أنهت دولة النازية في أوروبا، فقد سيطرت على حكومة جنوب أفريقيا مجموعة نازية أنشأت نظام الأبارتيد: فصل قانوني كامل، وتقسيم اجتماعي فاضح، على أساس اللون: السود والبيض. حتى اليوم في جنوب أفريقيا هذا التقسيم معترف به ثقافيا ولا يُعد مسبة في ذاته: السود، والبيض، والملونون (هم نتاج تزاوج اللونين)، والآسيويون. البيض فقط هم أصحاب الدولة، ويملكون 97% من النشاط الاقتصادي للدولة (97 % من الصناعة، و92 % من التجارة، و87 % من الزراعة)! لمعرفة تصور أدق لحجم الظلم: جنوب أفريقيا حينئذٍ كان يسكنها 11.5 مليون: منهم 7.8 مليون أسود (68%)، و2.3 مليون أبيض (20%)، وحوالي مليون ملون (8%). راجع تلك الأرقام فهي مهمة جدا لإدراك تطوُّر الحالة الجنوب أفريقية وسبب كثير من الأزمات. لابد من الانتباه أيضا أن الصناعة والتجارة رغم أهميتهما، لكن عصب الصراع كله هو الأراضي الزراعية الشاسعة التي يملكها البيض.
الحكومة العنصرية الجنوب أفريقية تنامت أهميتها للغرب بصورة مطردة في عصر الحرب الباردة، وربطت مصيرها بالعالم الأنجلوساكسوني الأبيض الأمريكي وصراعه مع الشيوعية والسوفيت، وصارت تتدخل في الدول المجاورة لمساندة قمع الحركات الاستقلالية الحمراء المسنودة من روسيا والصين، والتي حققت نجاحات كبيرة، وخلقت فوضى كبيرة في نصف القارة الجنوبي. وداخليا تصاعدت مواجهتها مع الحركات السوداء المناهضة للفصل العنصري الأبارتيد المصنفة إرهابية، ومع النشطاء البيض بامتدادهم الغربي والأمريكي والذين حاولوا فضح ألعن نظام سياسي عنصري صريح في العالم. مع نهاية الثمانينات كانت الحرب الباردة في ختامها، والضغوط على الساسة الغربيين من الحركات الحقوقية الفاضحة للعنصرية الجنوب أفريقية صارت عبئا دائما، ولم يعد يمكن التسامح طويلا مع بقاء وصمة العار النازية هذه في جبين الغرب أكثر من ذلك: عالم ما بعد الحرب الباردة لابد أن يكون ملونا بالليبرالية اليسارية المبهرجة. التسعينيات المتأمركة، وكلينتون الوسيم، وتدخل أمريكا ضد الصرب، ووجه أمريكا الملائكي الذي سيصل إلى أكبر علو لهم في الأرض: سيطرة ناعمة على كل العالم، مع ترحيب عالمي عام بهذه السيطرة - قبل أن يضرب الجهاديون كرسي في الكلوب مع مطلع الألفية ليبدأوا رحلة إظلام الحلم!
في عالم ما بعد الحرب الباردة لم يكن ثم مفر من إنهاء الأبارتيد، وتحدد مصير جنوب أفريقيا في الأروقة الأمريكية والغربية: إنهاء الفصل، ونظام ديمقراطي حر. الحلم الأمريكي لابد أن يصل جنوب أفريقيا: واحتفال غربي بنجاح نيلسون مانديلا، إرهابي الأمس، وبطل اليوم! قرر الأمريكيون أن يكون رمزا وطنيا، وبطلا عرقيا ودوليا، بعدما كان إرهابيا، فكان لهم ما أرادوا! هذه حقيقة لا تنسوها لأنها مفيدة في متابعة الواقع السوري الحالي!
وصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الأسود، إلى الحكم، ومن وقتها وهو في السلطة.
أهلا بجنوب أفريقيا في عصر (ما بعد الاستعمار)؟ لا!
الحقيقة أن جنوب أفريقيا بقيت حالة شاذة! هي لم تكن مستعمرة تشبه باقي المستعمرات الأفريقية، فهي أشبه بالحالة الأمريكية والأسترالية: البيض يدعون أنهم أنشأوا ذلك الكيان السياسي والاقتصادي من العدم! ولهم تصورات ذات أصول توراتية ودينية حتى لو تعلمنت مع القرن التاسع عشر بالصيغ الداروينية.
لكنها مع ذلك لم تحقق أبدا معادلة التفوق الديموغرافي: بقي السود الأغلبية بوضوح. ولم تحقق أبدا الاستقلال بالدم والثورات الشعبية المسلحة المتحالفة مع الشيوعية كما حدث مع جيران جنوب أفريقيا الشماليين. هي لم تستقل من الأساس، بل (مُنِحَت) الحرية الاجتماعية من الغرب، وبرعاية الغرب!
هكذا حصل السود على السلطة فعلا، لكن ظل كل تحرك لهم داخليا لابد له من (مراقبة غربية)! حصلوا على السلطة في إطار تفويض ألا يكون في الحكم إلا المعتدلين في حزب المؤتمر الأفريقي أو من شابههم.
هنا تظهر أزمة عملاقة تضخمت سنة تلو الأخرى منذ إنهاء الفصل العنصري: أزمة الديموغرافيا والاقتصاد.
فمع رفاه البيض في جنوب أفريقيا، وإصرارهم على رؤية أنفسهم كامتداد غربي، انتقلت إليهم عدوى الغرب في قلة الإنجاب. في الزمن الحالي لم تعد نسبة البيض للسود والملونين قرابة 1 : 4 كما كانت في الأربعينيات، بل أصبحت النسبة الآن في تعداد 63 مليون هي 1 : 9! خلال قرابة القرن، زاد البيض 2 مليون فقط فوق عددهم في الأربعينيات، في حين زاد السود 44 مليونا، وزاد الملونون 4 ملايين! نسبة البيض حاليا هي 7 % فقط! لكن مع ذلك، بقي توزيع الاقتصاد حاليا كالآتي: البيض يملكون حصة 70% من الاقتصاد الكلي (70% من الصناعة، 65% من التجارة، 72 % من الأراضي الزراعية). والمهم أن نقطة الصراع الكبرى: الأراضي الزراعية، تدهورت ملكية السود فيها بسبب عجز الكثيرين منهم عن إدارتها، فصار السود يملكون الآن حوالي 4% فقط من الأراضي الزراعية الجنوب أفريقية! وباقي الأراضي موزعة بين ملكية الدولة، والمشاريع الخاصة الدينية مثلا! الغالبية من السود يعيشون حتى اليوم في ظروف شديدة السوء، وكثير منهم يعيش فقرا يشبه أي دولة أفريقية متخلفة!
كانت نتيجة استمرار هذا الظلم الفادح، صعود الشيوعية منذ مطلع الألفية في جنوب أفريقيا! نعم.. في الوقت الذي صارت الشيوعية فيه شبه بائدة حركيا على المستوى العالمي، ظهرت شيوعية تدعو للكفاح والسلاح (إن لزم) ثم تأطرت لاحقا في حركات قوية اجتذبت زخما شعبيا: مثل حركة قاطني الأكواخ، ومقاتلو الحرية الاقتصادية EFF، وأومخونتو سيزوي مؤخرا. مزجت تلك الحركات القومية السوداء، مع الشيوعية أو الاشتراكية الثورية أحيانا. توشك أن تشترك جميعا في فكرة وجوب تأميم أراضي البيض من الدولة وتوزيعها على السود الفقراء. لكن المشترك أن تلك الحركات دخلت السياسة أو لم تبدأ مقاومة مسلحة على الأقل.
وتتهم تلك الحركات حزب المؤتمر الأفريقي الحاكم بأنه نخبة بورجوازية عميلة للبيض والغرب وفيها فساد مالي واضح (وكل هذا فيه كثير من الحق)، ولبعضها خطاب عنصري ضد البيض، وضد المهاجرين السود حتى إليها من الشمال.
يجتمع أنصار تلك الحركات بصور مختلفة، أشهرها كان اجتماعات تحدث في استادات، يتحدث فيها زعيم مقاتلي الحرية: جولياس ماليما، الذي أنشد في مرة نشيدا تراثيا شهيرا يقول: (اقتلوا البوير المزارع!). أفلت ماليما من العقاب لإن الأغنية تراثية ونجح دفاعه أنه لم يكن يدعو حقا لقتل البيض.. هي أغنية ثورية سوداء قديمة لا أكثر! وعامة، كما قلنا، هي حركات غير مسلحة ولا ثورية بالمعنى المعتاد، وتخوض الانتخابات ولها مكان في البرلمان حاليا، فهي ظاهرة خطابية اجتماعية حتى اليوم، لكنها قضمت كثيرا من شعبية الحزب الحاكم بلا شك، وحقق أسوأ نتائج له في البرلمان مؤخرا وإن بقيت له الغلبة.
بقي لفهم المشهد إدراك آخر شيء: جنوب أفريقيا تنهار بلا توقف اقتصاديا واجتماعيا طوال العقد الأخير! بدأ الأمر بالكهرباء وأزمة طاقة تنامت سريعا، ووصل الأمر حاليا لغرق المدن في الظلام كثيرا - مع تحسن غير كافٍ مؤخرا - وبطالة ضخمة، وتصاعد العنف وقطع الطرق والقتل. جنوب أفريقيا هي الرابع عالميا في القتل، بأرقام قاربت ال 30 ألف قتيل سنويا، وانتشار العصابات فيها يتزايد يوما تلو الآخر، والسلاح متوفر في كل مكان، مع جهاز شرطي ضعيف. الكل هناك مظلوم وظالم بصورة ما، والدولة يسوء حالها عاما تلو الآخر، مع ديون حكومية وخارجية ضخمة.
تحت ضغط الحركات القومية اليسارية تحرك حزب المؤتمر الوطني الحاكم قليلا وبخجل لزعزعة سيطرة البيض على الأراضي، ما هيَّج العنصريين البيض أكثر!
ومن الرابط بين العنصرية البيضاء الجنوب أفريقية، والعنصرية اليمينية البيضاء في أمريكا؟
إيلون ماسك!
الأرستقراطي الروماني الأبيض، الذي يشعر بمرارة فقدان السلطة في بلده الأصلي، وغضب من تنامي خطاب تحريضي ضد قومه، السادة الطبيعيون للدنيا كلها، والذين يحق لهم استغلال أي أحد بمنطق القوة!
كل حرف قيل في العبارة السابقة له أدلة من خطاب ماسك نفسه؛ وسخريته من المتضايقين لاستغلال البيض السود حدث، وقد خاطب المذهولين من صفاقته بمنطق القوة (طز فيكم)! وخطابه عن أمريكا كروما جديدة، وزعيمة الروم / البيض، معلوم لمن يتابعه.
في منتصف عام 2023 نشر إيلون ماسك فيديو (اقتل البوير) لماليما في حسابه بتويتر، وزعم أن البيض يتعرضون (لإبادة عرقية!) في جنوب أفريقيا! ماسك معروف أنه كذاب أشر، لا يتورع عن أي شيء للوصول إلى مراده، وقد كان يسعى لاستعمال القلق العرقي الأبيض الشهير، والذي هو جزء من عقائد البيض الأمريكيين العنصريين منذ حملات ثيودور روزفلت في مطلع القرن العشرين، وخلاصته أن العرق الأبيض ينتهي، ويتعرض لإبادة ثقافية ممنهجة، توطئة لتعرضه لإبادة حقيقية يوما ما، وأن اليسار تحديدا له ثأر مع ذلك العرق، وبنشره للنسوية وغيرها من الأيدولوجيات التي تقلل الإنجاب فإنه ينجح في جعل البيض ينتحرون عرقيا، لصالح الأعراق المرذولة السخيفة غير البيضاء. منذ كتاب الأمريكي ماديسون غرانت (موت العرق العظيم) المنشور في عام 1916، والذي صرخ فيه بوجوب حفظ العرق الأبيض من الاختلاط بغيره، وخطر موته على البشرية كلها باعتباره العرق الأسمى والأرقى – وقد أثر في هتلر لاحقا- وصولا إلى كتاب (موت الغرب) لبات بوكانان في نهاية نفس القرن، والذي كُتِبَ بلغة أكثر تهذيبا ومكرا مقارنة بالوضوح الفج للأول، إذ صار (الأبيض) هو (الغرب) = لم يكف العنصريون البيض عن الولولة: إننا نتعرض للإبادة ذاتيا وخارجيا! الأعراق الحقيرة تتآمر علينا"!
كل مكسب أخذته أي أمة تخلصت من الاستعمار أو سيطرة البيض، قُدّم في سياق يصوِّره في إطار المؤامرة العرقية العالمية على البيض!
هكذا تحول مقتل حوالي 7 مزارعين بيض سنويا في جنوب أفريقيا، بين عشرات الألوف الآخرين المقتولين ومنهم مئات المزارعين السود، إلى (إبادة ممنهجة) ضد البيض الجنوب أفريقيين!
التقط ترامب وتاكر كارلسون، واليمين الأمريكي كله، السردية من ماسك، واستقبلوا قبل أشهر مجموعة من البيض الجنوب أفريقيين كلاجئين في أمريكا، وشاهدت تعليق أحد المؤثرين البيض اليمينيين وهو يكاد يبكي معلقا على فيديو يعرض دخولهم المطار: "انظروا إليهم! إنهم مثلنا! إنهم أمريكيون"!
وتربص اليمين كله بجنوب أفريقيا أقرب لقاء!
فكان هذا المشهد المهين قبل أيام، وفيه قعد ترامب لعقد محاكمة لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الذي بدا مصدوما، ومرتبكا متوترا، وإجاباته متزلفة متلعثمة. يحاول أن يلقي نكتة لتخفيف المحاكمة عن إهداء طائرة لترامب (وهي نكتة غير موفقة فترامب دخل في صدام مع الإعلام الأمريكي بسبب تلك الطائرة والكلام في الأمر حساس عنده ولا يتحمل التنكيت)، لكن ترامب يقابل نكتته بوجه صارم.
تحدث ترامب معه بعجرفة مهينة، وقذف في يده بصور وتقارير عن الإبادة المزعومة للبيض في جنوب أفريقيا، وفاجأ رامافوزا بعرض فيديو ماليما: اقتلوا البوير، الذي نشره ماسك قبل عامين. ثم أقام مناحة طويلة على فيديو مُصوَّر من طائرة، وفيه مشهد لمئات الصلبان البيضاء موضوعة على جانبي طريق، مدعيا أن هذه هي قبور المئات الذين قُتِلوا في مذابح التطهير العرقي ضد البيض الجارية في جنوب أفريقيا!
رد فعل رامافوزا المصدوم والمتوتر، الذي قال لا أعلم من أين تلك الصور، أفسد الأمر أكثر! وأظهره – كما علق اليمينيون الأمريكيون ساخرين – في صورة (المقبوض عليه متلبسا)!
الحقيقة أن الصور كانت لمجموعات بيضاء وضعت، تكريما لقتيلين من البيض، الصلبان على جانبي الطريق احتجاجا. لم يكن ثم أي قبر في الصور!
لكن مع معرفتي بترامب، فغالبا الأحمق لا يعرف سوى عشرة أسطر عن جنوب أفريقيا، أفاده بها الأفاعي من حوله خاصة ماسك. هذا واضح بالنسبة لي من ترديد ترامب لنفس الكلمات تقريبا طوال الجلسة (الإبادة العرقية ضد البيض)، والقبور، والاعتداءات، ثم: ما قولك فيما هو منسوب إليك؟ - ترامب لم يكن يعرف الكثير، وأكاد أقسم أنه لا يعرف عاصمة جنوب أفريقيا حتى ولا يهتم!
رامافوزا بخطابه المرتبك الذي حاول التلطف، والتأكيد أنه يريد مساندة أمريكا له، واحتياج بلده الشديد لها ولإيلون ماسك، جعل المشهد كله محزنا! لم يتحدث ترامب باحترام ولو للحظة واحدة مع الوفد الجنوب أفريقي إلا حينما تحدث رجل أعمال أبيض جنوب أفريقي مرافق للوفد، هنا غير ترامب نظرته العابسة، واستمع للرجل االعجوز الذي استجداه إعانة جنوب أفريقيا بالطائرات بدون طيار وبتكنولوجيا إيلون ماسك!
هكذا تنتفض الإدارة الأمريكية الحالية غضبا وألما، على المجازر المروعة المزعومة التي يموت فيها عدد 7 إنسان أبيض سنويا، في نفس اليوم الذي يحترق فيه حوالي 100 إنسان في غزة كمعدل تقليدي عادي ومألوف للضحايا مستمر منذ عام ونصف!
هذه هي قصة المحاكمة العاصفة الجديدة في البيت الأبيض.
وهذه هي الإدارة التي تحكم الآن.
إرسال تعليق