لم أعجب من استعلان بعض اليمين الغربي على صفحاتهم الريبة في إدارة الشيطان ذاته شبكة NETFLIX الأمريكية!
وأنا وإن نفرت من خطاب أولئك اليمينيين، وأيدولوجياتهم العجيبة التي في قلب المؤامرة، وليس العكس /إلا أني تفهمت هذا الكلام منهم.
ولم يكن تفكيرهم هذا ناتجا من الترويج للوطيَّة فيها، فمن اليمينيين لوطيون.. والشجر والحجر بالعالم الغربي كان يصلي للوطية ويسبح بحمدها في العام الماضي، ونتفلكس من رواد ترويجها نعم لكنها كغيرها؛ إنما بسبب الخريطة العامة للقناة، والهيكل الكلي لبرامجها وعروضها، والمحتوى المتآزر لأفلامها ومسلسلاتها /ولا جرم هو محتوى يوكز صفاء نفسك بالإبر، ويطعن كيس ريبتك بالرماح!
فأخبرني بربك، كيف لا يُغرقك الشك، وأنت ترى عرضا يُناقش أكل لحوم البشر في حياد مصطنع، ويفرد الساعات لشرح وجهات نظر الآكلين، وثانٍ يناقش زنا المحارم، ويخصص السياقات لبيان صفاء أنفس المحبين، وثالث يعرض إبليس في صورة الوسيم العاطفي المظلوم الذي يقع في الحب، ورابع يجعل كل أبطاله من السحرة آكلي البشر والأطفال، الذين لا ينادون كبراءهم وقسيسيهم إلا بلقب ’نجاستك‘ بدلا من قداستك، ويعبدون إبليس ويصلون إليه ويطمعون في رضاه ويخشون من غضبه، ويذمون الله سبحانه ليلا ونهارا، وآخر بطله طفلٌ مريض مسكين، تحاربه وتؤذيه نسوة شمطاوات، قاسيات باردات، كاذبات خداعات، يتصاعد نفورك منهن لحظة تلو الأخرى، ثم تجد في النهاية أن الطفل هو شيطان، ابن لإبليس ذاته، من امرأةٍ بشرية نكحها بعدما صلت له بدلا من الله، وأن الشمطاوات القبيحات هن راهبات أردن علاجه ولو بقتله قبل أن ينفلت عيار شره، وينثر أذاه في الناس، وتُهندس الحبكة كلها كي تجعلك تزفر مرتاحا حينما تراه يتصور في شكل الشيطان بالنهاية نجدةً لنفسه ولعاطفتك الكسيرة، وتبتسم في حبور وأنت تراه يحرقهن بينما يتضرعن إلى الله النجاء والرحمة بلا فائدة، فلا ينجي اليوم إلا القرب من إبليس وولايته!
هذا غيض من فيض يا بشر، وكل المذكور هذا إنتاج نتفليكس وحدها، أي بأموالك أنت أنت!
بأموالكم التي تدفعونها في الاشتراكات، تنتج نتفليكس هذا المحتوى الموجه الذي جعل كل ذي دين بالغرب يجأر بالشكوى والريبة ويسأل نفسه: أيكون الشيطان ذاته هو القابع في مكتب يدير كل ذلك المحتوى الإعلامي الإجرامي الفاحش غير المسبوق في شرِّه؟!
نحن لا نتحدث عن فُحشٍ وفجور ولوطية، فهذا كالماء والهواء لتلك القناة، إنما نتحدث عن ما لم يجرؤ على تطبيعه إنسان بهذا الكم قبل نتفليكس: تطبيع كل خبيث في تلك الدنيا، وإلف تمجيد إبليس وكل شيطان يحارب الله وأهل الديانة!
فمن يدفع مثقال ذرة لأولئك الناس بعينهم وقد علم = فهو شريك في كل هذا، وليجهز جوابه يوم الموعد الأكبر.
10 أبريل 2020
نسأل الله العافية والسلامة
ردحذفإرسال تعليق