ساحل الصبر وساحل العار

بينما تتزلزل قلوب عالم الناس، كفارهم ومسلميهم، أجانبهم وعربهم، وتنخلع الأفئدة لتصعيد اليهود الإبادة في فلسطين إلى جريمة تاريخية، يحتفي الأخ الكبير بلاس فيجاس الشرقية المصنوعة على عينه: الساحل الشمالي. الإقليم الموسمي الذي كان عنوان البذخ لرجال الأعمال، وصار الآن عنوانا جديدا للترف الفاحش مجهول المصدر، والاغتراب عن الأمة الإسلامية، بل عن الإنسانية كلها!
إن مصيبتنا أفدح من مصاب أهل غزة، فليس فقط أن كل هؤلاء يموتون جوعا وحرقا على الساحل الشرقي طوال عامين والأخ الكبير قاعد متفرج، بل الفضيحة انتشاء هذا الكبير بتحويل الساحل الشمالي الغربي إلى لاس فيجاس عربية، حيث كل الفيديوهات الواردة من هناك تظهر عشرات الألوف من العاريات بصورة شبه تامة، ليلا ونهارا، مع دوي أنباء الفواحش شرقا وغربا، وانتشار روائح السكر والخمور والنجس حتى أزكمت أنوف مسلمي العرب كلهم، فضلا عن أهل البلاد، وقريبا ستصل أنباء فيجسنا النجس إلى بحرنا المتوسط كله! فيا للفخر!
ثم أموال ضخمة بالدولار تُصرَف بغير حساب، لا نعرف كيف ولا متى جاءت، ولا كيف صارت مبذولة هكذا في أيدي الأطفال دون سؤال، من شدة هوانها على جيوب أصحابها، ولا أي مسار لعمل أولئك المترفين يمكن أن يتطلع إليه المرء حتى لو كان فاسدا كي يصير منهم! من هؤلاء ومن آبائهم وكيف اغتنوا؟ لا أحد يدري!
صبرا آل غزة، صبرا مجاهدو غزة، فأنتم لا تدفعون العدول الصائل فقط عن أمتنا، بل تدفعون عارا كبيرا غرق فيه الكل ونجوتم أنتم. نصركم الله وأيدكم، ودمر أعداءكم دمارا كبيرا، وأنجى خاذليكم من مترفيهم وفساقهم.


Post a Comment

أحدث أقدم