الرق الطوعي: عولمة أخلاق الإماء!

 لعل كافة قراء التراث الإسلامي التاريخي والشرقي التاريخي، يعلمون جيدا صورة الجارية، الأمة، تلك الفتاة أو المرأة التي تُبدي من جسمها ما يُزينه في أعين الرجال، وتتنافس مع مثيلاتها على التجمُّل والرقص والخلاعة والتدلل، إضافة للعمل الكثير في خدمة السادة.

ومقابل تلك، تأتي الحرة، المستورة، التي لا تتبذل في الطرقات ولا في غير الطرقات، فهي ابنة الرفعة، وربيبة السيادة، والجوهر المكنون، المرغوب من كافة الرجال، ولا ينالها إلا مُكافئ.



إن من أبرز ما يدهشني هذه الأيام، هو ملاحظتي انتشار أخلاق الإماء عند النساء والفتيات الصغيرات تحديدا، في نفس مسار انتشار النسوية، كأنما التحلل، والتفسخ، والخلاعة، والابتذال، وحتى الخدمة = هي القطار الحقيقي الذي يسير فوق قضبان النسوية!

ولو لحظت، فكافة نُخب العالم من الأسر الغنية والأرستقراطية الملكية، أحفظ لبناتها ونسائها من العمل والابتذال، ولا يشذ منهن إلا القليل = كأنما المعادلة هي هي، النُخَب تحفظ البنات، وتحوِّل النسوية العالم كله إلى إماء، يكفين سوقي العمل والمتعة، بدلا من الرق الذي ألغي!

لقد استبدلوا استرقاق نساء المحاربين، باسترقاق نساء الأمم كلها! الفتاة الآن صارت تتفنن في إغواء الرجال، بإظهار مفاتنها، فترقص في الفيديوهات والمواقع، وتصوِّر نفسها وقد ارتدت بنطالا يظهر دوران مؤخرتها، وترفع نهديها، في استعراض ضخم تشارك فيه أكثر من مليار أنثى، وفي نفس الوقت تعتبر أي متحدث عن سترها وعدم عملها هجوما عليها كأنثى! هجوما على تحررها!

لقد نجحت نُخب الغرب في عولمة أخلاق الإماء، وبدلا من أن يكون التبذل والعمل والإغواء أخلاق ذل ومهانة، تحلم المرأة السوية أن تتخلص منها = صارت أخلاق حرية وسيادة، تحلم كل امرأة أن تعيشها إلى الحد الأقصى!

إن هذا الرق الطوعي من أعجوبات الدنيا، وسيأتي على الناس زمان يعجبون فيه كيف نجحت نخب هذا الزمان في خصخصة أخلاق الأحرار لنسوتهم، وتعميم أخلاق الإماء في الكوكب كله!







1 تعليقات

  1. قال الله وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون
    وقال امرؤ القيس وبيضة خدر لا يرام خباؤها
    تمدح المرأة بأنها مصونة محفوظة، وقد قرأت في راوية لنجيب محفوظ قول شاب من عوام الناس، بقول ليس من أخلاق بنات الناس أن يتعرضن للرجال.
    وقد امتدت الأفكار النسوية للمسلمات المحجبات والمنقبات وصرن يسخرن من وصف المرأة بأنها جوهرة أز قطعة حلوة مغطاة ويعتبرن الحجاب أمر شرعيا مجردا عن المعنى ومنسلخا من أي قيمة

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم