إسبتالية الإلحاد!



في دفاعِهِم عن مُقدِّمةِ برنامجِ (الإسبتاليا) الذي روَّجَ مؤخرًا لنظريَّةِ التطوُّرِ، وخاصَّةً إحدى (الفرضيَّاتِ) المعروفةِ في الوسطِ العلميِّ، أي (أجنبيَّةَ الميتوكوندريا)، وهي التي لم تخلُ أبدًا من ثغراتٍ فادحةٍ في البنيانِ، وعيوبٍ فاحشةٍ في الدليلِ، بل واستحالةِ القطعِ لغيابِ التجريبِ = رددَ المدافعونَ عنها من الهتيفةِ (الألتراسات)، أتباعُ كلِّ ناعقٍ، أنها مُحقَّةٌ في قولِها، حين سُئِلَتْ عن سببِ خلوِّ برنامجِها من ذكرِ اللهِ الخالقِ في حلقةٍ عنوانُها (كيفَ بدأ الخلقُ؟)، فردَّتْ: أنَّ البرنامجَ علميٌّ، ومَنْ يرغبُ في غيرِ ذلكَ فعليهِ البحثُ في مكانٍ آخر!
وهذه الإنسانةُ هي وأتباعُها لا يفقهونَ -إنْ أحسنَّا الظنَّ فيهم- وظيفةَ العلمِ -كلِّ علمٍ- في الإسلامِ.
إنَّ وظيفةَ العلمِ عند المسلمين هي نفعُ الناسِ، والصالحين والمؤمنين رأسِهم، ثم الغايةُ الكبرى التي لا تنفصلُ أبدًا عن العلومِ كافةً عندنا: التدبُّرُ في خلقِ اللهِ وإعجازِهِ.
أما اعتبارُ العلمِ غايةً في نفسِه، فلا أقول هذا ضلالٌ = بل كذبٌ محضٌ معدومٌ عمليًّا؛ فليسَ ثمَّ شيءٌ كذلك!
إذ الإنسانُ مفطورٌ على تبجيلِ كائنٍ عالٍ أسمى، لذا تجدُ حتى أشرسَ الملاحدةِ العلمويين يُبجِّلُ الطبيعةَ، ومثالنا الدائمُ هو دوكنز، الذي يكيلُ المدحَ للطبيعةِ في كلِّ حينٍ، ومتى عدَّدَ مزاياها مقارنةً بالإله (الذي يؤمنُ بهِ المتدينون) زعمَ أنها تُفسِّرُ (الأخطاءَ) التي يجدُها في خلقِ الكائناتِ، إذ مُحالٌ أن يجدَ خالقًا (يُخطئ)! فالرجلُ في الحقيقةِ يعبدُ الطبيعةَ لأنها إلهٌ ناقصٌ محدودُ القدرةِ بلا خطَّةٍ حقيقيَّةٍ ترضي هواه!
لذا تجدُ في نفسِ قولِ الخرقاءِ صاحبة الإسبتاليا (بل السرايا الصفراء) التي ترفضُ ذكرَ اللهِ في حلقةٍ تتحدثُ فيها عن الخلقِ = تمجيدًا للمخلوقاتِ الطبيعيَّةِ، وبحسبِ لفظِها هي: (تعمل عَظمَة)!
ابحث عن (المعبودِ) تجدُهُ!
وما إيمان الإمام إلا كأخيها أحمد الغندور = أناسٌ جحدوا نعمةَ الله واستهزأوا بآياتِه وبالمؤمنين. فنسأل الله لها الهدايةَ أو خسفَ الذكرِ في العالمين.
وأخيرًا: لابد أنكم قد اعتدتُم على كبرى قواعدِ زمانِنا:
الدجالون والكذبةُ والفجارُ ودعاةُ الإلحادِ واللوطيةِ والطغيانِ والتبديلِ = يلبسون الحجابَ ويحجون ويعتمرون ويمسكون بالمسبحةِ في أيديهم ويقفون على أكبرِ منابرِ الفتوى!
وعلامتُهم الدائمةُ هي هي لم تتغير منذ ألف وأربعمئة سنة:
(مَنْ يُشاققُ الرسولَ مِنْ بعدِ ما تبيَّنَ لهُ الهُدى ويتبعْ غيرَ سبيلِ المؤمنينَ نولِّهِ ما تولَّى ونُصلِهِ جهنَّمَ وساءتْ مصيرًا) [النساء - 115].
فاجتهد في اتباعِ الرسولِ (صلى الله عليه وسلم) ومعرفةِ سبيلِ المؤمنين، فهذا واجبُ الزمانِ وكلِّ زمانٍ.

2 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم