تهوين الخلاف، أم ذم ألباء المختلفين؟

 لعل مزاعم تهوين وتسخيف الخلاف بين أهل السنة وبين الأشاعرة أو الصوفية، مثل القول بأن الخلاف لفظي لا أكثر، لا تقل في إهانتها لأئمة المسلمين من الفريقين، عن مزاعم الطاعنين من غلاة التكفير! 

إنك حين تقول هذا، مشيرا إلى أن القضية لا قلب لها ولا جوهر، بينما قضى فيها ألوف العلماء والأئمة أعمارهم، من جهة أهل السنة ومن جهة الأشاعرة والصوفية، الذين أكد كل منهم أن للقضية عمقا غائرا، وقلبا نابضا، وشرح وفصِّل وبين، حتى أتيت أنت زاعما زعمك، ففي هذا إهانة لعقولهم في لبوس التكريم، وسوقية معهم في سربال الإعذار والتبجيل! ومن يقبل أن يعذره الآخر بجهل الفروق، والغلو في الخلاف، وغياب التدقيق؟

بل الفرق بين أهل السنة والأشاعرة والصوفية حقيقي واقع، والإعذار لهم وعدم تكفيرهم حقيقي واقع أيضا، والسعي لنفي الفرق الكبير كشرط للإعذار، حقيقته غلو لا تهاون!

ونسأل الله للأشاعرة الهداية من شِعَب اليونان الوعرة، ودروبها المظلمة، وكهوفها المُنتنة. ونرجو الله أن يميت لاهوتها في بلادنا، كما مات في بلادها نفسها، ونرجو للصوفية التوبة من العبث، والتعقُّل من الخرف، والتزام العبادة والزهادة بصورتها السُّنيَّة، مصروفة إلى مستحقها الوحيد. 

ونرجو أن يرجع المسلمون جميعا إلى مرفأ السلف، ومياسير عقائدهم، وتسنُّنِ أعمالهم!

10 مايو 2023




Post a Comment

أحدث أقدم