مصارعة المساواة!

على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، تصدَّرت أخبار المصارعة النسائية موجة عالية من الجدل حول (المصارعين المخانيث) أو ما يصفونهم زورا بالمتحولين جنسيا، وقد ذكرنا قبلا لمرات عديدة أن هذا كذب وخداع، ولا يصنع أولئك سوى أخذ مثبطات التستوستيرون، والهرمونات الأنثوية، وقد يصل فاجر المخنثين إلى حد قطع أعضائه، لكن هذا قليل الآن، إلى حين!
هذا ومع أخذهم تلك المثبطات، وإغراق أجسادهم بهرمونات أنثوية شاذة عليه، ومع المتاعب الصحيَّة التي يمرون بها - قبحهم الله وزادهم نكالا - غير أنهم يتفوقون في الألعاب النسائية المعتمدة على القوَّة بصورة واضحة. وقد صار مرئيا كيف تكرر أن بليد الألعاب الذكورية، وذليل المعتمدة على القوة البدنية، يرحل إلى عالم الألعاب النسائية فيصير (ملكتها المتوَّجة)!
الألعاب النسائية! 
قدس أقداس النسويات ومجمع اللوطيات والمترجلات، يتم تدنيسه من المخنثين، وإهانة النساء في قلب حرمه!
***
من الناحية النظريَّة، فإن فِعال أولئك المخنثين تتفق مع نظرية النوع الاجتماعي (الجندر)، وتأتلِف مع حرية الرأي والتعبير، وتلتزم لازم امتلاك كل إنسان حق تحديد جنسه بحسب هواه، لا بحسب أي معايير فطريَّة علميَّة ظاهرة! 
وعجيب أن تجد خالقات فلسفة الجندر، ومهندسات الانقلاب الاجتماعي، هن أنفسهن الصارخات ضد اقتحام المخنثين المتشبهين بالنساء عالمهنَّ!
ولم أقرأ لهن حجَّة واحدة لا تناقض مقالتهنَّ النسويَّة الأصليَّة: فهنَّ من اتهمنَّ المجتمعات الذكوريَّة بصناعة الإناث واختراع صفاتهن، وجرمنَّ الأديان لحدِّها أدوارهن وضبط معيارهن، وجلجلن بقول إن كل امرأة قادرة على فعل الرجال؛ وصرخ أكثرهنَّ بأن الأعضاء الجنسيَّة الظاهرة لا دور لها في اللعب، ولا محلَّ لها في النقاش من الأصل!
لكن لا عجب، فالفرُّ من اللوازم المُضنية والنكص عن الواجبات المؤلمة من أخصِّ صفات النساء، وقليلهن العاقل الديِّن من يقبلن وجوب الصمت وتقبل الضربة دون بكاء، ويفقهن لزوم إعلان الخطأ الفادح دون ولولة!
***
قبل أيام، شاهدت إحدى المقاتلات، تتدرب على يد رجل فحل ضخم، وكان التدريب يمثِّل قتالا حقيقيا، فكانت تحاول ضرب هذا الجبل الواقف أمامها ضربات قتاليَّة فنيَّة تؤذي الرجل العادي، ومن الواضح أن لها خبرة في هذه الألعاب.
فوجَّهت له الفتاة الضربة الأولى، ولم تجد أثرا، ثم رفعها الرجل عاليا، وأدارها في الهواء كالرضيع، ورماها وراءه، فنزلت تتوجع من ظهرها!
حاولت تكرار الأمر، وجهت ضربة أحزم من الأولى، فما كادت تكمل طريق ضربتها حتى طارت في الهواء، لتنزل من علٍ خلف الرجل كأنما هي حزمة قشٍّ تتلوى توجُّعًا!
مشهد مُحزن لا مضحك! 
تلك امرأة قد أُترِعَت بأوهام المساواة، وطمَّ على عقلها إعلام وأفلام تأنيث البطولة وتسفيه الذكورة، فظنَّت إمكانها منازلة وحشٍ كهذا! ألا تفعل فاتنات الغرب ذلك في أفلامهنَّ؟ ألا تصرع إحداهن الجمع من صفوة المصارعين في لمح البصر؟
وقد قيل لهنَّ: سلمنا أنكنَّ تقدرن بالتدريب على صرع الرجل العادي، فما بالكنَّ تجرؤن على منازلة رجل يماثلكنَّ في التدرُّب؟
تلك الفتاة قد فعلت؛ فكان ماذا؟
علاج للغضروف، وألم لأسابيع، هذا ولم تخدشه خدشا!
***
إن المساواة الحقَّة مهلكة النساء، وخطاب التمرُّد النسوي أُسِّس على سيوف تذبح الأنوثة، وما علا التأنيث في أوهام الفن، إلا ورسخت الذكورة في الواقع وأرجاء المجتمع؛ غير أنها حينئذٍ ذكورة بريَّة عدوانيَّة، رد فعل لا يلتزم في أكثر صوره دينا ولا عُرفًا.
وما كان كل هذا إلا أثرا للنشوز على دين الله، قبل التمرد على قوامة الرجل.

13 يونيو 2023












1 تعليقات

  1. ليست المصارعه فقط بل كل واي رياضه لأنها تعتمد في الأساس علي الفوارق الجسديه فما بالك برجل اخد من التدريب وتأثيره عليه ما اخد (تأثير التدريب على النساء أضعف ) بمقاتلت تلك المرأة أو مسابقتها في اي رياضه جسديه كانت .

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم