أم حمزة تكتب: في مسائل نسائية (1)

تعليق عمرو عبد العزيز: في هذه السلسلة سيتم عرض تعليقات ومقالات من الأخوات المتواجدات في مجموعة المشكاة.
(1)
مقال قصير من (أم حمزة)،
===============
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى
حكم الله القدري: أن الذكر ليس كالأنثى، وهذا حكم الأعلم بالحِكَمِ والمصالح ـ، هذا كلام الذي خلق الخلق، وعَلِمَ ما بينهم من التفاوت والاختلاف: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14] ، وقد تفرع على ذلك: اختلاف بين الذكر والأنثى في الطباع والبنية الجسدية والنفسية، وكنتيجة حتمية كان الاختلاف في الأحكام الشرعية.
لماذا يعدد الرجال؟
يتكرر السؤال في المجالس والمنتديات كاستفسار أحيانا أو كاستنكار أحيانا كثيرة، بل قد يذهب البعض إلى السؤال هل التعدد حكم شرعي أم عادة قديمة ؟ هل لازال هذا الحكم يسري في عصرنا الحالي أم أن الحداثة بمكوناتها وتركيبتها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية تقصي التعدد وتجعله مخل بقوانين اللعبة الحالية؟
قال الله -جل وعلا- : فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ [النساء:3] فهذا كله فيه مصالح للجميع، مصالح للجنسين، للرجال والنساء، وتكثير الأمة، وعفة الفروج، وغض الأبصار، والإعانة على الإنفاق على النساء المحتاجات، فقد لاتعف امرأة واحدة الرجل ولا اثتنثين ففي هذه الحال هل يتزوج ويعف نفسه أم يزني مسايرة للحداثة؟!
قد يكون الرجال أقل من النساء عددا، ولا سيما عند الحروب، ولاسيما في آخر الزمان كما أخبر به النبي -عليه الصلاة والسلام- فمن رحمة الله أن يكون للرجل أربع؛ حتى يعف أربعًا، وينفق على أربع، ففي هذا مصالح لجنس النساء أيضًا.
هل يحق للرجل أن يعدد إذا كانت الزوجة مؤدية لكل واجباتها بلا تقصير ؟
وهل قصرت أمنا عائشة أو بقية أمهات المؤمنين حين عدد النبي صلى الله عليه وسلم؟! لم يشترط الشرع تقصير الزوجة للتعدد سواء في القرآن أو السنة، تزوج عدة من النساء عليه الصلاة والسلام وليس في أزواجه علة.
وهكذا الصحابة تزوجوا، منهم من تزوج اثنتين وتزوج ثلاث، ومنهم من تزوج أربع، فالأمر في هذا واسع والحمد لله، إنما المؤمن يحرص أن يعدل ويجتهد في العدل بين الزوجتين أو الثلاث أو الأربع.
كما لا يشترط في التعدد أن يستأذن الرجل زوجته الأولى.
في أي مذهب،إنما يقول بعض الحنابلة بأن للزوجة الحق في طلب ألا يعدد زوجها عليها في عقد الزواج، وهم هنا شذوا عن جمهور الأمة الذي يرفض ذلك ويقول هذا شرط لا قيمة له
أيهما أكثر قدرة على تجاوز ألم الانفصال الرجل أم المرأة؟
يقول يانان وانغ -الكاتب بـ"واشنطن بوست" (Washingtonpost)- عندما يتعلق الأمر بالانفصال، فإننا نميل إلى الاعتقاد بأن النساء محطمات بينما يمضي الرجال قدما بسرعة. لكن دراسة أجراها باحثون بجامعة "بينغهامتون" (Binghamton) وجامعة "كوليدج لندن" (London’s Global) كشفت أن الانفصال يؤثر على الرجال أكثر من النساء.
وقد وجدت الدراسة -التي استطلعت آراء 5 آلاف و705 أشخاص في 96 دولة- أن النساء قد يشعرن بحزن شديد في نهاية العلاقة، لكن الرجال يتعرضون لصدمة عاطفية أكبر بمرور الوقت.
ومن المثير للاهتمام أنه بينما تعاني النساء أكثر على المستوى العاطفي والجسدي بعد الانفصال، إلا أنهن يملن أيضا إلى التعافي بشكل كامل والخروج أقوى من هذه التجربة.
ولعل حكمة الله عز وجل في ذلك أن يتريث الرجل قبل الطلاق وأن تمضي المرأة قدما بعده، فلو كان العكس لشاع الطلاق ولشاع فساد النساء المطلقات أيضا رغبة منهن في الانتقام أوالتعافي.
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
هكذا أنشد بشار بن برد لجارية أعجبته بكلامها وحسن ألفاظها، ولكنهم الشعراء في كل واد يهيمون ويقولون مالا يفعلون! . ما تثبته الوقائع والحياة اليومية أن الرجل كائن بصري ينجذب للصورة تماما كما تنجذب المرأة للكلمة وربما أكثر. فلا يميل الرجل لمن لا يعجبه شكلها. ولذلك سمح الشرع للخاطب بالنظرة الشرعية.
وفي ظل عمليات التجميل وعالم الاستيتيك العجيب أصبح الرجل عرضة لفتنة كبيرة إن لم يغض بصره، فالإعلاميات والفنانات أصبحن يقمن بتغيير جذري لأجسادهن، حتى أنك قد تجد عجوزا ببشرة مشدودة وقوام مراهقة! وهذه أيضا دعوة لامفر منها للنساء بالاهتمام بمظهرهن في بيوتهن وحسن التبعل قدر المستطاع.
دعكِ من المبارزة والندية وكوني التي إذا نظر إليها سرته،وإذا أمرها اطاعته،وإذا غاب عنها حفظته.
الكاتبة: أم حمزة - مجموعة (المشكاة) النسائية

2 تعليقات

  1. جزي الله الأخت خيرا وسدد الله قلمها, ولكن لي تعقيب بسيط وهي فكرة وصفها لقول الحنابلة بجواز اشراط المرأة عدم التعدد وهو قول ابن باز وابن عثيمين وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله جميعا بأنه قول شاذ!! ( كما فهمت والله أعلم بقصدها) , تعقيبي علي ذلك إنه الأصل ننظر للعلماء والمسائل الفقهية كما هي,علم لتبيان الدين , فبالتالي عندما نتكلم فيها يجب أن نحيط بها فقهيا لا أن نستخدمها كمجرد أدوات لمحاربة فكرة شاذة معينة ونحن لا نحيط بها أصلا, فبالتالي الأخت ام حمزة اعتبرته قول’’ شاذ’’ و علي هذا المنوال ممكن يجينا شخص يقول ااه قول وجوب خدمة المرأة لزوجها قول ’شاذ’غير معتبر لأنه جماهير الأمة بتقول بعدم وجوبه !

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم